انتهى رمضان … تذكرة لرافضي إخراج الزكاة نقداً:
قال رسولنا صلى الله عليه وسلم بما ظاهره
إخراج زكاة الفطر طعاما ، وهو قول لا شكّ فيه
مطلقااااااااا ، فصدق من لا ينطق عن الهوى .
وحديث رسولنا ظاهره الإخراج طعاما ، ولا شكّ أن اتباع الظاهر لا غبار عليه ، ولكن هل يمنع اللفظ الظاهر الاجتهاد ؟
أرجو أن يجد كل مسلم من وقته بضع دقائق،، يفرغ فيها ذهنه ويستحضر قلبه ليقرأ ما لن يندم عليه بإذن الله،، سواء وافق الرأي أم اختلف معه.. والله من وراء القصد…
“لا قياس مع النص” قاعدة شرعية أصولية ثابته.. لكنها لا تمنع “القياس علي النص”..
فما هو الفرق بين “القياس مع النص” و “القياس على النص”..
أولا : “لا قياس مع النص” قاعدة شرعية أصولية ثابته…
مثال : يريد بعضهم أن يجعل الولد والبنت في الميراث سواء قياسا على أنهم مشتركين في كونهم أبناء للميت.. لكن هذا قطعا قياس فاسد لورود نص يبطل القياس بل ويتعارض معه كليا وهو قول الله تعالى : “للذكر مثل حظ الأنثيين”،، فالقياس هنا يعارض النص،، وهكذا كل قياس يعارض النص فهو باطل…
أما “القياس على النص” فهو القياس الصحيح، وذلك لأنه “لا قياس إلا على نص”.. انتبه : “لا قياس إلا علي نص”،، فينظر الفقيه إلى النص وحكمه وعلته، ثم ينظر فيجد العلة الموجوة فى النص موجودة فى شئ آخر، ومن المعلوم أن الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما، فيُعَدِّى الفقيه حكم الأصل إلى الفرع، سواء كان هذا الحكم هو الوجوب أو التحريم أو غير ذلك…
مثال “القياس علي النص” : نص القرآن الكريم على تحريم الخمر بقوله تعالى : “إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه”.. نظر الفقهاء إلى علة التحريم فوجدوها الإسكار، ووجدوا هذه العلة موجودة فى النبيذ، فقاسوا النبيذ على الخمر وأعطوه حكم التحريم… وهكذا أصبح قياس تحريم النبيذ وكل مسكر “بالقياس علي النص” في تحريم الخمر لوجود ذات العلة وهي الإسكار…
والإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان ومن سبقه ومن لحقه راضيا باجتهاده، سار علي نفس الدرب عملا بقاعدة “القياس على النص”..
فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج فى زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير،، الخ الخ،، فنظر الأحناف إلى العلة فوجدوها إغناء الفقراء فى هذا اليوم،، كما نص عليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : “اغنوهم عن السؤال فى هذا اليوم”.. إذن فالعلة منصوص عليها، وهى أقوى أنواع العلة.. ثم نظروا إلى القيمة، وهل سيكون في إخراجها تحقيق لنفس العلة وهى إغناء الفقراء ؟؟ فوجدوها مشتملة على نفس العلة بل وتزيد،، لأنك لو أعطيت الفقير القيمة نقدا لاستطاع أن يشتري التمر أو الشعير أو القمح أيها كان محتاجا إليه.. أو ربما يشتري شيئا آخر هو أكثر إحتياجا إليه..
ولو أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتمل علي نص بأنه : “لا إخراج للقيمة في زكاة الفطر”،، لَكَان ذلك نصا لا يجوز معه القياس،، ولَكَان إخراج القيمة عندها باطلا لأنه “قياس مع النص” وهو باطل..
ولمَّا لم يشتمل الحديث علي نص يمنع إخراج القيمة،، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز إخراج أنواع من الطعام ثم يأتي فقية فيقيس عليها شيئا آخر يقوم مقامها ويحقق نفس العلة فليس هذا “قياسا مع النص” بل هو “قياس على النص”..
أطلت فيها حتى تتضح فعذرا..
لكن قد يقول قائل لماذا لم يذكر النبى صلى الله عليه وسلم القيمة ؟
والإجابة :
أولا : يقول الفقهاء أنه قد ذكرها وذلك بالقياس، فالقياس حكم شرعى، فلا يحق لأحد أن يقول أن المخدرات ليست بحرام، لأنها غير مذكورة فى الكتاب ولا السنة، يقول الفقهاء بل هي مذكورة بالقياس على الخمر، لأن الله تعالى تعبدنا بالقياس وهو من الأدلة الثابتة..
ثانيا : أنه صلى الله عليه وسلم لو ذكر نقودا محددة كدرهم أو دينار مثلا، لأدَّى ذلك إلى اضطراب كبير، لأن قيمة النقود تتغير من زمان إلى زمان.. انظر إلى قيمة الجنيه المصرى منذ مائة سنة وقيمته الآن، فالفرق شاسع جدا بين القيمتين..
ثالثا : أن جُلَّ التعامل فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالمبادلة والمقايضه وكانت النقود قليلة،، وذلك لأن العرب علي عهده صلى الله عليه وسلم لم تكن قد صكت نقودا بعد،، فكان إخراج الطعام أرفق لندرة النقد..
رابعا : أن من يعارض إخراج القيمة أجاز أنواعا أخري من الحبوب كالأرز مثلا لم يذكرها الحديث،، وأجازوها علي كونها من غالب قوت أهل البلد قياسا على النص.. والسؤال كيف تجيز القياس على النص بإخراج ما لم يذكر في الحديث من أنواع أخرى من الحبوب وتمنع القيمه…
ويرى كثير من أهل العلم والفقهاء المحدثين أن القياس هنا ليس قياسا عاديا بل هو “القياس الجلي”،، فما هو القياس الجلي..
القياس الجلي هو الذى تكون العلة فيه فى الفرع “المَقِيس” أعلى من الأصل “المُقَاس عليه”،، كما قال الله تعالى : “ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما” فقد نهى الله تعالى الأبناء أن يقولوا للوالدين كلمة “أف” وهي أدنى أنواع الأذى، والعلة هى عدم وقوع الأذى على الوالدين،، ولمَّا كان الشتم والضرب أكثر أذى للوالدين من التأفف،، فيكونان أشد تحريما وذلك قياسا على النص، وهذا قياس سماه العلماء بالقياس الجلي أو القياس الأولوى أي من باب أولى…
ولا خلاف،، وخاصة في أيامنا هذه،، من أن النقود أفضل للفقير من القمح أو الشعير،، لأنه بالنقود يستطيع أن يشتري القمح أو الشعير إن كان فى حاجة إليهما،، ويستطيع أن يشتري أى شئ هو أكثر إحتياجا له، وهذا لا يخالف فيه أحد، لذا تجد كثيرا من الفقراء يبيعون القمح والشعير بنصف الثمن لإحتياجهم إلى النقود..
ولو سألت أى فقير أيها أفضل لك القمح والشعير أم النقود، لقال دون تردد النقود طبعا، ولا يختلف فى ذلك فقير واحد، لأن الزمان قد أختلف فمعظم الناس تشترى الخبز،، لا مطاحن عندهم ولا مخابز..
والشريعة الأسلامية ما شرعها الله إلا لجلب المصالح ودفع المفاسد والتيسير على الناس كما قال الله تعالى : “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”..
ولذلك نظر الفقيه الرباني أبو حنيفة والعالم الرباني ابن تيمية رضي الله عنهما إلى مقصد التشريع فى هذه المسألة فوجداها إغناء الفقير وإسعاده والتخفيف عنه فأفتيا بجواز إخراج القيمة،، حتي قال ابن تيمية رضي الله عنه قولته الرائعة : “إن كانت المصلحة للفقير هي إخراج القيمة جاز إخراجها،، لأن النظر إلى مقاصد التشريع يفيد الفقيه فى تحقيق الفتوى، فكان من اليسر والإرفاق بالناس القول بجواز إخراج القيمة في زكاة الفطر”..
وقد وافق الإمام البخاري رضي الله عنه السادة الأحناف فى هذه الفتوى وقال بقولهم، لَمَّا رأى قوة حجتهم ..
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الميسرين لا من المعسرين،، وأن يتقبل منا أجمعين..
المعنى من فتوي للشيخ علي الشريف حفظه الله..
منقول
وستجد:
كيف تحافظ على وزن مثالي بلا أنظمة غذائية أو تدريبات مرهقة
بالإضافة إلى:
وظائف شاغرة بوظائف الهيئة التعليمية
كما ستجد :
التقويم الدراسي في الفصل الثاني
لتلبية طلباتكم وللنقاش حول المناهج في دولة الكويت ولطلب أي ملف لأي صف وضمن أي مرحلة يمكنكم الانضمام لقنواتنا على وسائل التواصل:
للمرحلة الابتدائية:
مجموعة تلغرام الكويت – للمرحلة الابتدائية
مجموعة فيسبوك الكويت – للمرحلة الابتدائية
ثم للمرحلة المتوسطة:
مجموعة تلغرام الكويت – للمرحلة المتوسطة
مجموعة فيسبوك الكويت – للمرحلة المتوسطة
أما للمرحلة الثانوية:
مجموعة تلغرام الكويت – للمرحلة الثانوية
مجموعة فيسبوك الكويت – للمرحلة الثانوية
إعداد: م.ميرفت عنجوكة- مناهج الكويت التعليمية- أفدني .
